Bqaakafra Parish

بقاعكفرا 1950 ذخائر القديس شربل ” شعرتين ” و ” بطرشيل “

فادي شربل داود

١٦ تشرين الثاني ٢٠٢١

في العام 1950 ذاع صيت القديس شربل كثيراً من خلال العجائب التي كان يقوم بها والتي بدأت تنتشر ليدرك البشر عظمة الله من خلال قديسيه.

وصلت أخبار ظهورات مار شربل إلى قريته بقاعكفرا ، وبدأ أبناء القرية يتوافدون زرافات إلى دير مار مارون عنايا ، مشياً على الأقدام رغم طول المسافة ( ٤٩.٢ كلم ).

 استيقظت نجمة ( إبنة داود فرنسيس نجمة ) باكرا على صوت قرع جرس مار سابا في بقاعكفرا . وكانت قد عزمت على زيارة دير مار مارون عنايا رغم تقدمها في السن ، ذلك بعد أن عرفت بشفاء جارتها بديعة ابنة مطانيوس زعرور في أيلول 1950 بعد زيارتها ضريح الاب شربل . 

رافق قزحيا سليم البطحاني ابن العشر سنوات جدّته نجمة في رحلة الحج تلك إلى عنايا . المسافة طويلة من بقاعكفرا إلى عنايا ، جاع الولد قزحيا على الطريق ، فراح يبحث عما يسد به رمقه ، من ثمار وخضار في الجبال والوديان ...

بعد عناء طويل ، وصلت نجمة وحفيدها قزحيا إلى دير مار مارون عنايا ، ركعوا أمام التابوت النحاسي الذي يحوي جثمان القديس شربل ( بقي الجثمان في هذا التابوت لغاية ٧ آب ١٩٥٢ ) ، وكان التابوت مفتوح تستطيع أن ترى وتلمس جثمان القديس شربل . راحت نجمة تصلي عن راحة نفس أهلها ( داود نجمة وكوتين ) ثم ذكرت أخواتها في كولومبيا طالبة من القديس أن يحفظهم في بلاد الاغتراب .

أما قزحيا إستطاع أن يلمس القديس وأن يأخذ شعرتين من

ذقنه ، مثلما كان يفعل أغلبية الزوار في تلك الأيام .

عادت نجمة وحفيدها إلى بقاعكفرا ، فأعطى قزحيا " الشعرتين " إلى والدته ( حنة ضاهر ) ، فجعلت منهما ذخيرتين واحدة لزوجها ( سليم البطحاني ) وواحدة لقزحيا ابنها . ثم بعد فترة ، أصيب ابن جيرانهم بمرض خطير وهو يوسف ابن سليمة عاقلة ، فقام سليم وأعطاهم الذخيرتين ، فشفي المريض بعد أن تبارك من الذخائر ، لكنه لم يردها فيما بعد بحجة أنها ضاعت ....

أخبرني رامز طراد ، أنه في تلك الأيام نزل ثلاثة رجال من بقاعكفرا إلى دير عنايا ، هم والد رامز طراد ومطانيويس شحادة ورجل آخر ، وذلك بعد أن ذاع صيت القديس فأرادوا أن يبحثوا عن جثمان القديس ويحملوه ويأخذوه إلى قريته بقاعكفرا . وصلوا إلى الدير وراحوا يبحثون عن التابوت حتى وجدوه ، ثم نزعوا الغطاء عنه ، وعندما رأوا جثمان القديس وقفوا مدهوشين أمامه وكأن قوة عجائبية منعتهم من أخذ الجثمان . كل ما استطاعوا أن يأخذوه هو البطرشيل الذي كان يلبسه القديس شربل . احتفظ والد رامز طراد بالبطرشيل داخل صندوق خشبي في قبو منزله في بقاعكفرا . بعد وفاة والد رامز ، نزل رامز إلى قبو والده ليرى ما ترك فيه من أثر ، فوجد الصندوق وبداخله بطرشيل مكتوب عليه بطرشيل القديس شربل وكان والد رامز يجيد الكتابة والقراءة .

بعد ستين عاماً ، تحديداً نهار السبت 29 أيار 2010 ، طلب مني والدي مرافقته لزيارة السيد رامز طراد ، مع وفد من وجهاء القرية ، للبحث في التحضيرات للانتخابات البلدية التي جرت في ذلك العام . استقبلنا السيد رامز طراد بحضور زوجته وأولاده مرحّباً بنا . وإكراماً لزيارتنا ، أراد أن يكافئنا بهدية غالية جداً على قلبه ، فنزل إلى القبو وفتح الصندوق وأخذ منه بطرشيل القديس شربل وأعطى كل واحد منا قطعة صغيرة منه ، وهي ذخيرة مهمة جداً ما زلت أحتفظ بها حتى يومنا هذا ....